
تعتبر هواية جمع الطوابع من أحب الهوايات على نطاق العالم, على الرغم أن فئة قليلة تعتبرها مضيعة للوقت والجهد والمال, وأنها لا تتعدى عملية جمع وريقات صغيرة ملونة, وحفظها داخل البومات والجلوس لساعات طويلة لتأملها وفحصها بالمجهر يوميا. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو لماذا يجمع الملايين من الناس طوابع البريد، ليس فقط في صغرهم ولكن طوال سنوات حياتهم؟ ولماذا تجتذب هواية جمع الطوابع الملايين من الناس؟
لقد وصفت الطوابع بأنها بطاقات دعوة عالمية على اعتبار أنها تعكس تاريخ الأمم والشعوب. وتبعث في النفس البشرية الكثير من التشوق والتطلع للسفر إلى الأماكن البعيدة من خلال ابرازها صورا عن بلاد أخرى غربية, وتحكي عادات وتقاليد الشعوب المختلفة، اضافة إلى أن كثير من الطوابع تحمل صورا لمشاهير العالم وتصور الأحداث التاريخية وتطور العلوم وفنون المعمار.
وكان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين روزفلت هاويا متحمسا لجمع الطوابع طوال حياته, وأجاب بكل وضوح على سؤال طرح عليه عن سبب كل هذا التهافت على جميع الطوابع, وسر الاهتمام الذي يعطيه الهاوي لهذه الهواية: (إن أفضل ما يقال عن هذه الهواية أنها منتشرة لدى الشباب، وتزداد انتشارا وتأصلا في النفس بمرور السنين, وذلك لأن هواية جمع الطوابع تقصي على السأم والملل وتثري المعرفة بكل فروعها وتجلب المسرة للنفس البشرية).
ويعتقد الؤين تعلقوا بهواية جميع الطوابع بشكل راسخ أن هوايتهم تعتبر أفضل هواية يمارسها الرجال والنساء والأطفال, وأن جميع الهوايات الأخرى بما فيها كرة القدم والجولف ليس في مقدورها جذب هذه الأعمال الهائلة من الهواة على مستوى العالم.
ولا يستطيع أحد على وجه التحديد معرفة تاريخ بداية هواية جمع الطوابع, ولكن هناك حقيقة ثابتة تؤكد بداية هواية جمع الطوابع, ولكن هناك حقيقة ثابتة تؤكد أنه في غضون سنوات قليلة بعد ظهور الطابع البني الأسود (Paeny Black) البريطاني عام 1840م, كان هناك عدد قليل من الهواة المتحمسين, ويقال: إن الاهتمام الحقيقي بهذه الهواية بدأ في مدرسة بنين في باريس عندما طلب مدرس الجغرافيا من طلبته لصق ما يحصلون عليه من الطوابع الأجنبية خلف خريطة بلد اصدار كل طابع تشجيعا لهم على دراسة مادة الجغرافية وجعلها أكثر أهمية لديهم, ومن هنا بدأت هواية جمع الطوابع وانتشرت حتى شملت الملايين من سكان الكرة الأرضية.
ويمكن القول إن أفضل مراحل العمر للبدء في مزاولة هواية جمع الطوابع هي فترة سنوات الدراسة, وأن تشجيع الأطفال وصغار السن على ذلك سيحثهم على الاستمرار في ممارسة هذه الهواية الممتعة طوال حياتهم المستقبلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق